هذه النشرة متاحة أيضاً في: الإنجليزية الفرنسية
إنه لَإِنسانيٌّ أن نحتاج الله. وبالواقع، ليس لاحتياجنا لله أية صلة مع الديانة، أو مع أي ضعف أو فساد من جهتنا. ببساطة، نحن بحاجة إلى الله لأننا بشر. في الحقيقة، الحس العميق بالحاجة إلى الله هو الدلالة على إنسانيّة أصليّة وعاديّة. قال الملك داود: “كما يشتاق الأيّل إلى جداول المياه، هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله. عطشت نفسي إلى الله، إلى الإله الحي.” (مز 1:42). عطش داود إلى الله لم يكن تديّنا بطبيعته، لكنّه انبثق من حقيقة كون داود إنساناً. العطش إلى الله هو صفة مميِّزة أساسية لِ “إنسانيّتنا”، إنها تميّزنا عن سائر الكائنات الحيّة على الأرض. وحده الإنسان يشعر بحاجه إلى الله. تاريخ البشريّة مليء بتنقيب الإنسان لأجل إشباع عطشه الداخلي العميق إلى الله.
آنية لله
عندما خلق الله الإنسان، لم يخلق أداة لعمل نوع معيّن من العمل. لقد خلق إناءً، حاوية، ليحتويه. بحديثه عن الله كخالق، قال الرسول بولس: “أم ليس للخزّاف سلطان على الطين أن يصنع من كتلة واحدة إناءً للكرامة وآخر للهوان؟” (رو 21:9). الله هو الخزّاف الإلهي، ونحن آنية خزفيّة شُكِّلنا بيديه لكي نحتويه. الهدف من وجودنا البشري هو الامتلاء بالله لكي نعبِّر عنه.
كآنية لله، لقد خُلقنا على صورة خالقنا (تك 26:1). علاوة على ذلك، شكّل الله روحاً إنسانياً فينا حتى تكون لنا طريقة لنستقبله (زك 1:12). الله روح (يو 24:4)، ونحن نحوي روحاً إنسانياً في أعماقنا حتى نستطيع أن نتصل بِالله، نستقبله ونحتويه (أم 27:20). روحنا يشبه معدتنا الجسدية. عندما تكون معدتنا فارغة، نشعر بالجوع وعدم الرضى. بطريقة مماثلة، عندما يكون روحنا فارغاً، خالياً من الله، نشعر بجوع داخلي في أعماق كياننا. هذا الجوع هو جزء من بُنيتنا البشرية، ولا شيء في الكون يستطيع أن يسدّه غير الله نفسه.
الأبديّة في قلوبنا
لم يخلقنا الله مع روح فقط، لكنه وضع الأبديّة في قلوبنا أيضاً (جا 11:3). هذا يعني أنه في داخل قلبنا البشري هنالك تَوق إلى شيء أبديّ. بغضّ النظر عن مدى غِنانا أو نجاحنا، هنالك حسّ بالفراغ والبُطل ينخر في أعماقنا وصراخ للحقيقة. لا شيء مؤقت يستطيع أن يملأ هذا الفراغ الداخلي. هذا يثبت أن هنالك تَوقاً في داخلنا لأمور أبديّة. فقط واحد في الكون هو أبديّ – الله الأبديّ. وحده يستطيع أن يُشبع التوق إلى الأبديّة في قلوبنا.
تسديد احتياجنا البشري الأساسي
في داخلنا عطش لا يملؤه إلاّ الله، وفي داخل الله رغبة مماثلة للدخول إلينا والتوحّد معنا. لكي يحقق رغبته ويروي عطشنا، صار الله إنساناً واسمه يسوع المسيح. هذا الإنسان كان مملوءاً بالله، والله ظهر في جميع كلماته وأعماله. بكونه كذلك، فإن يسوع هو أكثر إنسان طبيعي عاش على الأرض. إنّه ما قصد الله لنا جميعاً أن نكون – إنسان مملوء ويفيض بالله. في نهاية حياته صُلب يسوع، الله – الأنسان، لكي يزيل خطيئة العنصر البشري كلّه (يو 29:1). في اليوم الثالث قام من الموت، وبقيامته أصبح روحاً مُعطِياً حياة (روحاً مُحْيِياً) (1 كو 45:15). والآن بكونه الروح المُحْيي فإنه قادر وجاهز أن يدخل إلى روحك ويروي عطشك الداخلي لله.
فقط إفتح له نفسك وقل له: ” يا رب يسوع، أنا أحتاجك، وأقبلك الآن. إغسل عني خطاياي وتعال إلى داخلي لكي تملأ الفراغ في روحي.” وهو بالتأكيد سيستجيب لصلاتك، وسيُسدَّد احتياجك البشري الأساسي ألا وهو:– الحاجة الى الله.