القراءة اليومية
الأسبوع 3 كلمة الحياة وصلاة-قراءة الكلمة
الإسبوع 3— اليوم- 2
قراءة الكتاب المقدس
بطرس الأولى 2:2-3 وَكَأَطْفَالٍ مَوْلُودِينَ ٱلْآنَ، ٱشْتَهُوا ٱللَّبَنَ ٱلْعَقْلِيَّ ٱلْعَدِيمَ ٱلْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ، إِنْ كُنْتُمْ قَدْ ذُقْتُمْ أَنَّ ٱلرَّبَّ صَالِحٌ.
متى 4:4 فَأَجَابَ وَقَالَ: ” مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلْإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ ٱللهِ.“
القدوم إلى الكلمة ”لتذوق“ الرب
في بطرس الأولى 2:2-3 لدينا مقطع غاية في الأهمية… وهذه الأعداد مهمة بالنسبة لنا لأنها تخبرنا بوضوح كيف يمكننا أن نتذوق الرب اشربوا ”لبن الكلمة العديم الغش [الصافي]“ فإذا أردنا تذوق المسيح، فعلينا أن نقبل لبن الكلمة إلى داخلنا. وعندئذٍ سنتغذى من أجل النمو الروحي. مجداً للرب، فالكتاب المقدس يقول ذقتم! فهو لايقول إننا عرفنا هذا الجانب أو ذاك الجانب عن الرب، بل أننا ذقنا الرب. عندما نشرب لبن الكلمة، فنحن نتذوق الرب عملياً. لذلك، الطريقة التي بها نتذوق الرب هي وبكل بساطة شربنا للكلمة. فالكلمة ليست من أجل تعلمنا ودراستنا فحسب، بل بالأحرى من اجل تذوقنا. الطريقة التي يغذي بها الرب جسده هي كلمته. إذا كنا نوّد الإستمتاع بالرب والتغذي بالرب، علينا الإتيان إلى الكلمة كي نتذوق الرب.
مع ذلك، فإن التصور الذي لدى معظمنا عن الكتاب المقدس هو أن الكتاب المقدس هو نوع من التعليم، كتاب مليئ بالتعاليم. ولهذا السبب، نحن نأتي الى الكلمة بقصد الفهم ولمعرفة شئ ما…. فنحن لايجب أن نُقبل إلى الكتاب المقدس من أجل التعلم والفهم فحسب. إن الكتاب المقدس ليس شجرة معرفة؛ إنه شجرة حياة! فإذا أخذنا كلمة الله كشجرة معرفة، سنسيئ استخدام الكتاب المقدس، لأن كورنثوس الثانية 6:3 تخبرنا بان الحرف يقتل. يجب أن لا نأخذ الكتاب المقدس أبداً ككتاب الحروف، بل ككتاب حياة.
الوظيفة الرئيسة للكتاب المقدس—لإضفاء الله فينا كحياة
إن الوظيفة المركزية للكتاب المقدس هي إضفاء الله فينا كحياة وكزاد الحياة. وهي ليست لإعطائنا معرفة عن الله وعن محبته فحسب، بل لإضفاء الله ذاته فينا. فكلما قرأنا الكتاب المقدس، علينا أن لانحاول معرفته وفهمه فحسب، بل قبول شئ من جوهر الله إلى داخلنا كما نأخذ طعامنا. عندئذ، وكالطعام، سوف يتمثل جوهر الله في كياننا ذاته.
يحتوي الكتاب المقدس على ثلاثة أمثلة على الأقل لأناس أكلوا كلمة الله. أولهم أرميا، الذي قال، ”وُجِدَ كَلَامُكَ فَأَكَلْتُهُ“ (أرميا 16:15 أ). إن أكل شئ ما لايعني مجرد قبوله، بل تمثيله. أن تمثل شئ ما يعني قبول شئ ما إلى الداخل، وهضمه، وجعله جزءاً من كيانك ذاته. والمثال الثاني لشخص أكل كلمة الله مسجل في كتاب حزقيال، حيث أكل النبي حزقيال كلام الله (1:3-3).
قال ارميا، ”وُجِدَ كَلَامُكَ فَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ كَلَامُكَ لِي لِلْفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِ“، (أرميا 16:15 ب). وهذا هو نوع من الإستمتاع. فالكلمة، بعد أكلها، تصبح فرحاً وبهجةً أيضاً. فكلام الله هو متعة؛ بعد قبولنا له وتمثيلنا له في كياننا، يصبح فرحاً في داخلنا وبهجةً من خارجنا. [وفي المثال الثالث]، يقول داوود ”مَا أَحْلَى قَوْلَكَ لِحَنَكِي! أَحْلَى مِنَ ٱلْعَسَلِ لِفَمِي.“ (مزامير 103:119). الكلمة هي متعةٌ حقاً؛ هي أحلى وأطيب من العسل لذوقنا.
من هذه الأعداد عينها نرى أن الكلمة ليست فقط لندرسها، بل بالأكثر، لكي نتذوقها، لكي ناكلها، لكي نستمتع بها، ولكي نهضمها. الرب يسوع يقول أن كلمة الرب هي طعام روحي: ”مَكْتُوبٌ: ’لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلْإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ الله‘“ (متى 4:4). فكل كلمة تخرج من فم الله هي غذاء روحي لنا. هذا هو الغذاء الذي يجب أن نحيا به.