القراءة اليومية
الأسبوع 1: الروح الممتزج والدعاء باسم الرب
الأسبوع- 1 اليوم- 1
قراءة الكتاب المقدس:
تكوين 27:1 فَخَلَقَ ٱللهُ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ…
أيوب 8:32 وَلَكِنَّ فِي ٱلنَّاسِ رُوحًا…
الروح الممتزج
خلق الله الإنسان على صورته كإناءٍ كي يحتويه
إن النقطة الأولى الحاسمة واللافتة للنظر بخصوص خلق الله للإنسان، هي أن الله خلق الإنسان على صورته وكشبههِ (تكوين 1:26). فمن هو صورةُ الله؟ يخبرنا الكتاب المقدس بأن المسيح هو صورة الله [كورنثوس الثانية 4:4؛ كولوسي 15:1] … وتخبرنا رومية 21:9 أن الله خلقنا واختارنا كي نكون آنيةً لنحتويه. وبالتالي، فنحن خُلقنا ليس على صورة المسيح وحسب، بل خلقنا كآنيةٍ لا كأدوات… فالله لم يخلقنا كأدوات للعمل من أجله؛ على العكس، لقد خَلقنا كآنية كي نحتويه.
لقد خلق الله إنساناً له روح
والنقطة الثانية اللافتة للنظر في خلق الإنسان، هي أن الله خلق إنساناً له روح… إذ يخبرنا سفر التكوين 7:2 أن الله كَوَّنَ الإنسان من تراب الأرض. ولا شك أن هذا يشير إلى جسم الإنسان كونه الإطار الخارجي لكيانه… وبعد أن كَوَّنَ الله للإنسان جسماً، نفخَ الله نَفَسَ الحياة في أنف الإنسان. التراب ليس فيه أية حياة، ولكن نَفَسُ الله فيه حياة… وفي تكوين 7:2 نرى أن كلمة «نَفَسْ» هي في العبرية «نشَمَهْ». وتستخدم أيضاً في سفر الأمثال 27:20، حيث يقول: «نَفْسُ [أي روح] الإنسان سِرَاجُ ٱلرَّبِّ». وهذا يشير إلى أن نسمة الحياة عينها التي نُفِخَتْ في جسم الإنسان، صارت روحه. ويؤكد ذلك أيوب 8:32، والتي تقول: «وَلَكِنَّ فِي ٱلنَّاسِ رُوحًا، وَنَسَمَةُ ٱلْقَدِيرِ تُعَقِّلُهُمْ». في هذا الآية نرى أن الروح الذي في الناس ونسمة القدير هما بديلان واحد للآخر، مما يشير إلى أن روح الإنسان ونسمة الله هما شيء واحد. روح الإنسان هو نَفَس الله، ونَفَس الله هو روح الإنسان. [وبالتالي]، فإن جسم الإنسان وروحه اتحدا كي ينتجا نَفْساً حيةً (تكوين 7:2)… فالكائن البشري هو نَفْسٌ لها جزآن: الجسم هو الجزء الخارجي؛ والجزء الداخلي هو روحنا، الذي هو نَفَسْ الحياة. لذلك قيلَ لنا في تسالونيكي الأولى أن الإنسان يتألف من روح ونفس وجسد.
لقد خلق الإنسان الثلاثي الأجزاء بروحٍ، ليكون ذلك الروح لاقطاً وحاويةً للحياة الإلهية (تكوين 7:2؛ أمثال 27:20). إن للراديو جهاز لاقط في داخله يقدر أن يلتقط ويحتوي ويعبر عن موجات الراديو التي في الأثير. فصندوق الراديو الخارجي وحده لا يفي بالغرض. من اللازم وجود مستقبل داخلي، لاقط داخلي. ونحن أيضاً يوجد فينا لاقط، وهذا اللاقط هو روحنا.
زكريا 1:12…تصنف الروح البشري في مرتبة السماوات والأرض. فيقول: إن الرب هو باسط السماوات، ومؤسس الأرض، وجابل روح الإنسان في داخله… وهذا يرينا أن هذه الأشياء الثلاثة وحدها هي المهمة والحيوية في الكون برمته. السماوات هي من أجل الأرض، والأرض من أجل الإنسان، والإنسان له روح من أجل الله. فلدينا هنا القصد من الكون، ومعنى الكون. فالسماوات مع كل نجومها وكواكبها هي من أجل الأرض. والأرض ليست من أجل السماوات بل من أجل الإنسان. لولا الأرض لما تسنى للإنسان أن يوجد. فالأرض ملائمة تماما لنحيا عليها كي نحقق القصد من وجودنا. والإنسان ليس لأجل الدراسة أو اللباس أو الأكل أو السكنى أو التسلية. الإنسان يصلح فقط لله. الإنسان هو زجاجة الله، آنية لاحتواء الله.
وكزجاجات الله، نحتاج إلى لاقطٍ لله. الله روح (يوحنا 24:4). وبما أن الله روح، فنحن بحاجة إلى روح كي نقبله. لأن روحنا فقط يقدر أن يقبل الروح. وروحنا فقط يقدر أن يلمس الروح. وروحنا فقط يقدر أن يحتوي الروح.
لو لم يكن لنا روح… لأصبح وجودنا بلا معنى. كذلك، لو لم يكن هناك إلهٌ في الكون، لأصبح الكون فارغاً… فلو لم يكن الله روحاً، ولو لم يكن لنا روح نلمس به الله، [لاحتواء الله]، كي نكون واحداً مع الله، لصارَ الكون فارغاً ولصِرنا نحن عدماً. بهذا نستطيع أن ندرك أهمية روحنا.